May 20, 2023
تاملات من انجيل قداس اليوم
"لا تضطرب": كان الحديث فى الأصحاح السابق مقلقا ومخيفا للتلاميذ،
فهناك الخيانة والموت والإنكار، وبسبب كل هذا ساءت حالتهم النفسية.
ولهذا، بدأ المسيح فى تعزيتهم وتشجيعهم بكلام طيب لينزع عنهم الاضطراب،
ويقدم لهم علاجا، وهو الإيمان به وبكل ما قاله، وألا يقل إيمانهم به عن إيمانهم بالله ذاته.
"أنتم تؤمنون بالله": يقدم السيد المسيح هنا أول علاج نافع للقلق والاضطراب،
وهو مقدَّم لنا جميعا وليس للتلاميذ فقط،
وهو الإيمان بالله، أى به، وبكل وعوده الصادقة التى وعدنا بها فى شخص تلاميذه.
الإيمان بالله، المدبّر القوىّ والمحبّ لأولاده، هو أول وأهم علاج للقلق؛ فليتنا نحتمى به فى وقت الضيقة والتجربة.
يقدم المسيح جانبا مشرقا لتلاميذه، وهو أنه إن فارقهم إلى حين، فهذا من أجلهم - ومن أجلنا - ليعد مكانا فى السماء حيث المجد غير المنظور.
وكلمتى "منازل كثيرة"، تعنى اتساع السماء غير المتناهى، وتعنى أيضا أن هناك منزلة تعلو عن أخرى،
كما أشار القديس بولس فى (1كو 15: 41). فإن كان الله، فى حبه،
قبل أبنائه المؤمنين فى ملكوته، فإنه أيضا، فى عدله، يكافئ كل إنسان بحسب تعبه وجهاده.