

من رموز التجسد
العليقة: (خر 3: 2، 3) كما إن النار لم تحرق العليقة
إنما كانت تتآلف تلاطف اللاهوت مع الناسوت ليس على سبيل التقارب أو المصاحبة ولكن على مستوى الإتحاد الكامل،
يقول القديس أثناسيوس الرسولي "أن المسيح الواحد هو من شيئين، نار جوهر الكلمة الخالق وجوهر الناسوت، المتحدين معًا بغير اختلاط ولا تحول،
على قياس العليقة المشتعلة،
فقد أورى الله لموسى نارًا تلتهب في شجرة عليق على جبل سيناء..
خلطة بين نار تحرق وشجرة تقبل الاحتراق،
من غير أن تتحول النار عن نورها وحرقتها،
ولا تتحول الشجرة عن ثقلها..
ليس لأن النار فقدت خاصيتها وتحوَّلت عن جوهرها.
بل لأنها منعت نفسها بقوة قدرتها أن تحرق،
وصارت مشتعلة في الشجرة،
والشجرة قائمة على حالها في الخضرة لا تحترق ولا تتغير"
قال القديس كيرلس الكبير " إن الله نزل في البرية بمنظر النار، وكان يضئ في العوسج ولا يحرقه،
وكان موسى يتعجب من هذا المنظر لأن الخشب لا يحتمل النار فكيف استطاعت هذه المادة القابلة للاحتراق أن تحتمل اشتعال النار فيها بدون أن تحترق.
لقد كان هذا مثالًا للسر الذي فيه استطاعت طبيعة اللوغوس الإلهية أن تخضع نفسها لحدود البشرية،
وكما كانت النار تضئ العليقة دون أن تحرقها هكذا أيضًا اللوغوس لما تجسد لم يحرق الجسد الذي اتحد به بل على العكس جعله جسدًا محييًا"